
الشباب السعودي مبتهج بتراجع نفوذ رجال الدين في السعودية

عندما دخلت نجلاء عبدالرحمن وصديقتها إلى بوتيك قهوة جديد في الرياض الاسبوع الماضي لاحظوا شيئاً غير معتاد في زاوية هادئة من المقهى .
وتقول " شاهدنا شاباً وفتاة يجلسان إلى طاولة . من الواضح أن لا قرابة بينهما وأنهما في موعد غرامي . كان هذا شيئاً لم يرى هنا من قبل "
الظهور في الأماكن العامة مع شخص ليس له قرابة بك من الجنس الآخر في المهلكة السعودية كان ليجعلك عرضة لالقاء القبض عليك من الشرطة الدينية المهابة الجانب في السابق ، سلطة اكتسبتها من خلال تطبيق قوانين اخلاقية صارمة في مجتمع منفصل ومحافظ في المهلكة .
لكن هذا التهديد اختفى عملياً لأن محمد بن سلمان ، ولي العهد القوي ، يدفع نحو حرية اجتماعية أكبر لتعزيز الدعم – خصوصاً بين الشباب – لخططه الطموحة لاصلاح الاقتصاد المعتمد على النفط . ويبدو أن ولي العهد يسير في طريقه قدماً : الشهر الماضي اعلنت الرياض رفع الحظر المطبق منذ فترة طويلة على قيادة النساء للسيارات .
وأتى ذلك بعد أيام من دهشة السعوديين لرؤية شبان وشابات يرقصون تحت الاضواء الخضراء والموسيقى بعد أن اغلقت الطريق الرئيسية في الرياض احتفاء باليوم الوطني . ولم تكن المهلكة تحتقل رسمياً بالمناسبة حتى عام 2005 ومثل هذه العروض العلنية المثيرة كانت نادرة – ومقيدة .
في الوقت الحالي فإن نجلاء مقتنعة بأن التغيرات الاجتماعية ستساعد في تطبيع الاوضاع في المهلكة السعودية .
وتقول " سنكون مثل أي مكان آخر في العالم . نحن لا نعيش على المريخ في حين أن باقي العالم يعيشون على الأرض " . " الماضي ولى ولن نعود إليه . كان هذا واضحاً جداً " .
لكن هناك الكثير من العوائق في الطريق في بلد استخدمت فيه عائلة آل سعود الحاكمة لعقود تحالفها مع المؤسسة الدينية الوهابية ، التي تعتمد تفسيراً صارماً للإسلام ، لاضفاء الشرعية على حكمها . والخطوات المبدئية التي يخطوها محمد بن سلمان باتجاه الحرية الاجتماعية – في الوقت الذي يقضي فيه على المعارضة السياسية – تخاطر بإغضاب الكثير من المحافظين الذين لا يزالون يمثلون شريحة معتبرة من المجتمع السعودي .
جهود الامير ذو الـ 32 عاماً لكبح جماح الشرطة الدينية – التي تعرف رسمياً باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – يعتبر أحد الأمثلة .
ويذكر أن كثير من اعضاء الهيئة رفضوا الذهاب إلى العمل احتجاجاً على تجريد الحكومة لهم العام الماضي من صلاحيات الايقاف والمساءلة والقاء القبض على المشتبه بهم .
يقول أحمد الغامدي ، خطيب ورئيس سابق لفرع الهيئة في مكة "بعضهم صدم من هذه التغييرات " .
ويقول الغامدي ان الحكومة تسعى لتغيير دور الهيئة إلى كيان موكل في المقام الأول بتقديم المواعظ والتوجيهات الدينية بدلاً من المواجهة المباشرة .
ويقول" العديد من اعضاء الهيئة كانوا حريصين على العثور على مخالفات . ينبغي أن يكون هذا دوراً ثانوياً " . " ينبغي أن يكون زيادة الوعي في المقام الأول في أي مجتمع . ولا ينبغي أن يكون التركيز على القاء القبض على المخالفين " .
سكان مدينة الرياض والمدن الأخرى يقولون أن الحياة اليومية أصبحت أكثر متعة مع تراجع نفوذ الهيئة. وكثير من المطاعم والمقاهي الآن ترفع اصوات الموسيقى ، أمراً كان من المحظورات قبل عامين، ولم يعد هناك قلق كبير بين الناس من القاء القبض عليهم من قبل الهيئة ، الذين يعرفون بارتدائهم للقمصان القصيرة وبلحاهم الطويلة .
على كل ، لا يزال البعض قلقون وخائفون من تجاربهم في الماضي . تقول كاتبة أنها لا تزال تشعر بعدم الأمان في مقابلة اصدقاء من الذكور في الاماكن العامة .
وتقول " لا زلت اتلقى نوبات من الذعر حتى لو كانت امكانية ذلك بعيدة جداً الآن " .
النساء على وجه الخصوص يواجهن رقابة شديدة من رجال الهيئة الذين قد يوجهون لهن موعظة بسبب مظهرهن . في واحدة من الحوادث قبل عدة سنوات ، انتشر مقطع فيديو يظهر رجال الهيئة وهم يأمرون امرأة بمغادرة احد المولات لأنها كانت تضع طلاء الاظافر .
الهيئة ، التي يجوب موظفوها الشوارع في سيارات دفع رباعي كبيرة ، اشتركوا في الماضي ايضاً في مطاردات وشجارات عنيفة ما الحق الضرر بالصورة الدولية للمهلكة السعودية .
يقول عبداللطيف آل الشيخ، الذي عين رئيساً للهيئة قبل خمس سنوات مع تكليفه بالاصلاح " الناس تأذوا من سلوك بعض رجال الهيئة الذين جعلوا من عملهم وسيلة لترويع وقمع وحرمان الناس من حريتهم المشروعة ".
ويقول آل الشيخ، الذي تم اعفاءه من منصبه في يناير 2015 ، انه واجه مقاومة شديدة من العديد من كثيرين في المؤسسة الدينية الذين كانوا يعارضون قراره بطرد الموظفين المتطوعين الذين كان يصعب السيطرة عليهم .
ويقول " سلمان وولي العهد محمد بن سلمان يريدان أن يكون دور [ الهيئة ] تعليمياً وليس قمعياً . القمع توقف إلى حد بعيد وآمل ان تبدأ في رفع مستوى الوعي" مضيفاً أنه قلق بشأن المبالغة في ردة الفعل المتحفظ تجاه التغيرات الاجتماعية .
ويقول " الناس الآن مختلفون . لديهم وعي كاف لفعل ما يروقهم " . " اذا اردت أن تذهب إلى أي مكان فبإمكانك الذهاب وإذا اردت أن تجلس في بيتك فبإمكانك فعل ذلك " .
وعلى الرغم من قلق المحافظين وكبار السن من السعوديين من وتيرة التغيير المتسارعة إلا أن الجيل الأحدث سناً يحبذون ذلك " .
تقول عبير العرجاني ، 32 عام ، مخاوفهم ليست حقيقية " الغالبية العظمى من الناس هم من الشباب ويريدون التغيير . على المحافظين ان يتكيفوا ولا يمكنهم تجنب ذلك " .
2017/10/14
أحمد العمران ، فاينينشيال تايمز
رابط الموضوع : https://www.ft.com/content/0dc328f8-...9-abaa44b1e130
Powered by Backdrop CMS